البوسطة

رواية تربوية كتبها الأديب اللبناني والأستاذ الجامعي المعروف “طارق البكري” وقد قسمها إلى ثماني عشرة لوحة، ليروي لنا حكاية بطولة تتوزع على أكثر من شخص، حكاية كفاح تحمل أكثر من قيمة تربوية وقيم تعليمية، يستمدها الكبار من سيرة الآباء والأجداد، وإن كانت البطولة الرئيسية فيها للسارد الذي تكلم بلغة “الأنا “.

تبدأ الرواية بلوحة (بيتنا الجميل) حيث يصف الطفل بأسلوب سردي بيت أسرته الريفي الجميل الذي تحيط به حديقة جميلة، مزروع فيها ورود وأشجار وخضروات، لكن اللافت فيها هو “شجرة التفاح” التي زرعتها الجدة ومع أن الشلل بدأ ينخر أغصانها إلا أن الأب رفض التفريط بها. والرسالة التربوية هنا، ضرورة رعاية الآباء والأجداد في شيخوختهم حتى يتوفاهم الله.

أما اللوحة الثانية (فراشات الحديقة) فهي تتغنى بجمال الطبيعة، وبجمال هذه الحشرة المتعددة الألوان، لكنها فقدت رونقها وجمالها عندما “حبسها” الطفل الراوي في غرفته، ولم تستعد عافيتها إلا بعد أن أطلق سراحها، وفي هذه اللوحة، إبراز الروائي لمعنى الحرية.

اللوحة الثالثة (مناسبة سعيدة): والمناسبة هي مرور (15) عاماً على زواج الوالدين، وهي مناسبة يشارك فيها الزوجان والأبناء والأصدقاء، وفيها تذكير للأبناء خصوصا الأطفال منهم بأن للآخرين أيضا مناسباتهم التي علينا أن نحترمها وأن نشاركهم بها. .. اللوحة الرابعة (العم جميل) وهو الرجل الذي يعتني بحديقة المنزل، والذي يعتبر كواحد من أفراد الأسرة، وفي هذه اللوحة إبراز الراوي لمعنى الإحترام لمن يشاركوننا حياتنا … وفي اللوحات (5و6و7و8) تعريف للتلاميذ على أجواء المدرسة مثل التعرف على زملاء جدد وبناء صداقات جديدة، وألعاب ككرة القدم، والكشافة التي تربي روح الجندية في الطلاب، والتعرف على علم الدولة وكيفية رفعه وتحيته، وكلها قيم تربوية لا بد من اكتسابها وتعلمها على بساطتها.

أما بقية لوحات الكتاب فتروي لنا قصة العم أبي زكي الذي عاش يتيماً، وكيف كافح في حياته إلى أن اشترى الباص “البوسطة” بعد أن عمل بمباركة وتوجيه شيخ القرية في “كافيتريا” لمدة سنة، ودفع ثمن ربع الباص، أما باقي ثمنه فلم يعلم عن الجندي المجهول الذي ساعده في دفعه، وفي هذه اللوحات تحريض للأبناء على الجد والإجتهاد والمثابرة حتى الوصول إلى أهداف أسمى، والإستعانة بقدرات وخبرات الآخرين