أديب كويتي وقصصي ومسرحي، وعضو برابطة الأدباء الكويتيين، الحائز جائزة الكويت التشجيعية لأدب الطفل، وصاحب مدونة حكاياتي لأدب وفنون الأطفال والفتيان، وصاحب دار نشر «كشمش للدعاية والإعلان والنشر والتوزيع»، هو الكاتب محمد شاكر جراغ، صاحب مؤلفات وإصدارات عديدة، منها: «زينب وشجرة التوت الأسود»، «كرسي الأمنيات»، «حكاية هي أم حلم»، «ماذا وراء النافذة»، «أمين لم يعد سمين»، حيث التقته «الكويتية»، ودار معه الحوار التالي:
• ما سر اهتمامك بالأنشطة الثقافية للأطفال؟
ـ السر في ذلك، هو الشغف والحب الكبير منذ الطفولة للقراءة والكتابة، مع مرور الزمن والعودة إلى حنين ذكريات الطفولة، ولما لها من دور كبير في تأسيس كل طفل مستقبلا اكتشفت أن الزمن تغير كثيرا في الهوايات، التي كنا نمارسها حين كنا صغاراً، وأن هناك دولا عربية عزمت على العودة إلى ذلك الزمن الجميل بأسلوب معاصر، وترغيب الأطفال بتلك الهوايات، وأهمها القراءة.
ففي ظل وجود نقص وتأخر في الكويت بمجال أدب الأطفال، عزمت على أن أتبنى لسد هذا النقص وتحمل كل تبعاته من صعوبات وعقبات مهما كانت.. وعلى الرغم من أنني مازلت أرى أن أمامي الكثير من الأمور التي تحتاج إلى إنجازات للتقدم في هذا الركب الطفولي، فإنني أستطيع القول إنني نجحت في ذلك، جزئيا، ولله الحمد والمنة.
• ما المجال الذي تعمل فيه حاليا؟
ـ أعمل في القطاع المصرفي، وعازم على التفرغ لمشاريع أدب الطفل، متى ما سنحت لي الفرصة.
• حدثنا عن انطلاق مشروع «مكتبة كشمش المتنقلة»؟
ـ «مكتبة كشمش المتنقلة»، هي مكتبة مجهزة للصغار، تتواجد في أحداث ومناسبات ومعارض ومراكز ومؤسسات، بالتنسيق مع الجهات المعنية، هدفها الترويج لكتب الأطفال، حيث إنها تحتوي على أفضل إصدارات الطفل في مكتبات العالم العربي، والتي نختارها بعناية جداً من لجنة مختصة في الدار وفق معايير دولية في أدب الطفل.
• كيف بدأت هذه الفكرة؟ وممن تتلقى الدعم والتمويل؟
ـ الفكرة موجودة بدول عديدة من العالم، شرقا وغربا، وأيضا في بعض الدول العربية، بعد البحث عما إذا طبقت هذه الفكرة في الكويت أو لا.. وبسؤال بعض المؤرخين، اكتشفنا أن تاريخ هذه الفكرة يعود إلى محمد بن سيار في الستينيات، الذي بدأ كبائع جائل للكتب في أزقة وحارات (فرجان) الكويت قديما، بواسطة عربة يبيع فيها بعض الكتب والمجلات من دور نشر مصرية ولبنانية، آنذاك، إلى أن افتتح مكتبة له في سوق «واجف»، لذلك ارتأينا – نحن في دار كشمش – إكمال هذه المسيرة، وبحكم تخصصنا في أدب الطفل، لنكون أول مكتبة متنقلة للأطفال بالكويت، وثاني مكتبة متنقلة.
حاولنا بالبداية تلقي الدعم من مختلف الجهات الداعمة للمشاريع الصغيرة، لكن خاب أملنا، وأعتقد أن ذلك بسبب قلة وعي البعض في أهمية الدور الثقافي والأدب في نشأة الإنسان لنمو ورقي فكره وتأثيره على المجتمع، فقررنا دعم وتمويل أنفسنا بأنفسنا.
• ما الخطوات الإجرائية التي قمت بها؟ وهل يعد ذلك مجهودا فرديا أم أن هناك مشاركين؟
ـ دار كشمش، هي شركة ذات كيان تجاري تحت مظلة رسمية وقانونية، تتكون من إدارة وعاملين، ويعد الأخ العزيز م.عبدالهادي جراغ، هو العقل المدبر والمخطط لكافة مشاريع الدار، حيث يعمل بجد و اجتهاد في ما وراء الكواليس، فقمنا بالتعاون للدراسة الدقيقة لمشاريع المؤسسة، بما فيها المكتبة المتنقلة.. ولا ننكر أن هناك صعوبات كثيرة واجهتنا لتطبيق مشروع المكتبة المتنقلة، كونها جديدة على المجتمع، فتطلب الأمر لإجراء الكثير من اصدار التراخيص والإجراءات الروتينية والموافقات اللازمة في مختلف وزارات ومؤسسات الدولة خلال شهور، إلى أن انطلق المشروع بصفة رسمية هذا الشهر، والفضل يعود بعد الله سبحانه إلى الأخ عبدالهادي جراغ، الذي ثابر بعزيمة وإرادة قوية لتذليل كافة الصعوبات لإنشاء هذه المكتبة.
• ما الفئة العمرية التي تهدف لمخاطبتها؟
ـ المكتبة تضم قصصا للأطفال والفتيان واليافعين والأسرة، تخدم كافة الشرائح العمرية من عمر سنة إلى ما قبل المراهقة، بل إن لدينا زبائننا من القراء البالغين، بلا شك سيستفيد منها الجميع، صغارا و كبارا.
• ما الغاية من كونها مكتبة متحركة، وليست ثابتة في مقر محدد، حتى يستطيع الجمهور الوصول اليكم بسهولة وتلبية حاجاتة المعرفية بشكل منظم ودقيق؟
ـ «أحسن القصص.. من الرفوف إلى العقول»، هذا هو شعارنا في دار كشمش.. فإيمانا منا بدور الكتاب القصصي في تنشئة الأجيال القادمة، قررنا أن نقوم باختيار الأفضل، وتوجيه المجتمع نحو القراءة الأفضل والأكثر جذبا ومتعة، فتواجد مثل هذه المكتبة في أحداث ومناسبات ومواقع متعددة يشجع ويفعل الدور الأدبي والثقافي، فلا داعي للحيرة والتفكير الكثير والبحث في رفوف المكتبات من هنا وهناك.. نحن نهدف إلى تسهيل المهمة على الجميع قدر الإمكان في عالم وزمن يضيق فيه الوقت لاختيار الكتاب وقراءة الكتاب المناسب.
• كيف يتم الترويج لهذه المبادرة؟ وكيف خدمتك «السوشيال ميديا»؟
ـ «كشمش للدعاية والإعلان والنشر والتوزيع» دار معتمدة بمعايير أدب الطفل، وفقا لما قيمته مؤسسة الفكر العربي، وعضو باتحاد الناشرين العرب، تضم مشاريع كثيرة متعددة: طباعة ورسم وتصميم قصص الأطفال والفتيان للمؤلفين بأدق المعايير، كما أنها تملك متجرا على الإنترنت، يضم أحسن القصص المختارة بعناية بإمكان الطلب والتوصيل والشحن لأي منها في الكويت وأي دولة في العالم، ولدينا تطبيق قصة الكترونية تفاعلية للأجهزة والهواتف الذكية على نظامي أبل وأندرويد متوافرة على متاجرها بعنوان «أمين لم يعد سمين»، كما نقوم بمنح الاستشارات الخاصة لكل العاملين في مجال أدب الطفل، والمكتبة المتنقلة هي مشروع من مشاريعها.
والترويج لهذه المبادرة يكون بتعاون الأفراد والمؤسسات معنا، وتسهيل اجتياز كل عوائقها، وتسليط الضوء والدعم اللازم، نظرا لما يعود عليها بالنفع والفائدة على حاضر ومستقبل جيلنا وأجيالنا القادمة.
http://www.alkuwaityah.com/Article.aspx?id=211747