فكرة جديدة ومبتكرة تشهدها شوارع الكويت حالياً، مكتبة متنقلة محمَّلة بكتب الأطفال وقصصهم، لعلها تعيدهم إلى حضن الكتاب والقراءة، بعد أن استولت عليهم أجهزة التكنولوجيا الحديثة. صاحب الفكرة هو الكاتب والناشر محمد شاكر جراغ، المتخصص في أدب الأطفال، والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية 2013 في أدب الطفل، عن قصته «زينب وشجرة التوت الأسود».
• كيف كانت البداية؟
يجيب محمد جراغ قائلاً: أسسنا مع بداية عام 2015 دار نشر «كشمش»، وهي دار كويتية شبابية متخصصة في نشر أدب الأطفال، كانت فكرة المكتبة المتنقلة واحدة من الأفكار الناتجة عن دار النشر، المكتبة المتنقلة معروفة على المستوى العالمي وموجودة في مصر، لكنها في إطار القطاع الحكومي لتوصيل الكتب للأماكن النائية والمحرومة من المكتبات والقراءة.
ويواصل جراغ حديثه قائلاً: فكرنا في المكتبة المتنقلة بصورة سيارة لتقليل التكاليف، فاتخاذ مقر ثابت يتطلب الكثير من النفقات المادية بسبب الإيجارات المرتفعة هذه الأيام، بالإضافة إلى رواتب العمالة والموظفين، ومن ناحية أخرى توفير الجهد والوقت على العائلات، فالكثير من الأسر تريد غرس عادة القراءة في نفوس أطفالها، لكنها لا تعرف عناوين المكتبات، ففكرنا أن نذهب نحن إليهم من خلال المكتبة المتنقلة، والجديد في فكرتنا أنها تتم للمرة الأولى في الكويت ومن خلال دار نشر خاصة.
ويشرح جراغ آلية عمل المكتبة المتنقلة، فيقول: الفكرة تعتمد على وجودة سيارة، تم إعادة تصميمها لكي تلائم مفهوم المكتبة، حيث تم وضع الرفوف والإضاءة اللازمة، وكان هدفنا الوصول إلى الأطفال في كل مكان، نظراً لأن الكثير من العائلات لا يستطيعون الوصول إلى المكتبات، ولا كيفية اختيار الكتب والقصص الجيدة الملائمة لأطفالهم، فقررنا القيام بهذه المهمة، والوصول إليهم في البيوت والأسواق والأماكن العامة والمعارض، ووضعنا شعاراً لنا يقول: «من الرفوف إلى العقول».
لدينا لجنة متخصصة تقوم باختيار قصص الأطفال المتميزة التي تنطبق عليه مجموعة من الشروط، التي منها: اللغة الجيدة، والإخراج الفني المميز، وأن تقدم رسالة للطفل، وأن تحرّ.ضه على القراءة، ونقوم بجلب هذه الكتب من دور النشر العربية المتميزة، ومن المعارض التي تقام في الدول العربية، ويتم وضع الكتب على الرفوف في المكتبة والوصول بها إلى الفئة المستهدفة من الأطفال واليافعين.
ولا نقدم الكتب للطفل السليم فقط، ولكن لدينا أقسام خاصة ببعض فئات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث لدينا مجموعة مميزة من الكتب والقصص المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة أو مرضي التوحد أو من يعانون صعوبات التعليم.
وعن رد الفعل بعد تنفيذ فكرته ورؤيته للمستقبل يقول جراغ: نفذنا الفكرة منذ أسبوعين، وقد وجدنا إقبالاً كبيراً من العائلات والأطفال على السواء، ووجدنا جمهوراً متعطشاً للقراءة، الفكرة بدأت بسيارة واحدة، ولكن لدينا آمال في المستقبل في التوسع، وأن يكون هناك أكثر من سيارة، بالطبع مشروعنا تجاري، لكننا ليس كل همّنا الربح المادي، وإنما نسعى أولاً لتقديم رسالة ثقافية للأطفال، وفي الوقت نفسه يكون هناك هامش ربح يساعدنا على الاستمرار. ولذا لا نغالي في أسعار الكتب والقصص المعروضة.
وعن أهم المعوقات التي واجهت فكرته يقول جراغ: عندما بدأنا في تنفيذ الفكرة اصطدمنا بالروتين الحكومي، حيث كان الأمر يتطلب مجموعة كبيرة من التراخيص من بعض الجهات الحكومية، مثل البلدية ووزارات الداخلية والتجارة والشؤون، إلا أننا بالتصميم والعزيمة تغلبنا على الروتين الحكومي وأنجزنا الفكرة.
وفي النهاية يقول جراغ إن مشروعه فكرة شبابية بحتة ويتمنى من الحكومة أن تذلل الصعوبات الروتينية التي تواجه المشروعات الشبابية، وتبسيط الإجراءات الروتينية التي تأخذ الكثير من الوقت والجهد، كما تمنى أن يكبر المشروع في المستقبل وأن يكون هناك مكتبات متنقلة للكبار أيضاً.
http://www.alqabas.com.kw/Articles.aspx?ArticleID=1078678&CatID=834